مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2018-02-01

عام 2018 .. هواجس وأمنيات 


ثقيلة هي تلك السنوات التي مضت من أعمارنا، أثقلتها توالي المصاعب والخطوب، ولكن بين ركام اليأس هناك دائماً بصيص من الأمل، فالفجر لا يظهر إلا بعد الظلام الحالك، وقالوها في الأمثال “بين عمودٍ وعمود يأتي الله بالفرج”، وأصلها قصة، أن محكوماً عليه بالإعدام كانت أمنيته الأخيرة أن ينقل إلى عمود آخر فيعدم عندها، وأثناء نقله جاء أمر السلطان بالعفو عنه، إنها حقيقة قرآنية، إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، فهل رأيتم عسراً غلب يسرين؟
 
أمنياتنا لعام 2018 كثيرة منها على مستوى محلي، ومنها خليجي وعربي وإسلامي وعالمي ..
على المستوى المحلي نتطلع للرغبة في العيش بسلام، وأن تستقر النفوس وتصفى القلوب فلا تزال الأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية متوترة وغير مستقرة، لينعكس ذلك على مصير أوطاننا وشعوبنا..  وعلى الصعيد العملي نتطلع لمزيد من الحرية، فهواجس الكتابة لاتزال في محيط يغلب عليه مقص الرقيب والسياسات المتقلبة التي تحد من إنطلاق القلم، كتابات تعكس هموم الشعوب المحلية والعربية دون تعتيم أو تجميل أو تغييب عن الواقع !
 
هناك أمنيات وأحلام أخرى على المستوى المحلي منها الوضع الإقتصادي غير المطمئن، للأسف لازلنا نلمس ونستشعر فقدان الرؤى المستقبلية عند صناع القرار، نسمع الوعود والأماني وفي الحقيقة نواجه قرارات تقشفية تضييقية خانقة على المواطن..  والأسباب قد تعود إلى غياب روح المسؤولية عند البعض، أو الفساد المستشري في نواحي عدة، وقد تكون بسبب ظاهرة غياب الحس الوطني عند البعض، ومن جهه أخرى دور البرلمان السلبي وغيابه عن تطلعات المواطن. أما على المستوى الخليجي لازلنا نعيش هاجس فقدان الأمن مقارنة بحجم المؤامرة الخارجية، كما اننا لانزال نترقب عودة اللحمة الخليجية وتحقيق الإتحاد، الحلم الذي أصبح اليوم شبه مستحيل في ظل عناد وتكبر قطر وانعزال بعض الدول عن بعض القرارات التي من المفترض ان تكون مشتركة.. متى ما استطعنا تغليب العقل على النزاعات الشخصية، وتقديم مصالح الشعوب على ما سواها، ورفض التدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية، حتماً سنقترب ونتوحد ويصبح الحلم حقيقة بعد أن أبعدته المصالح والظروف . 
 
اما على المستوى العربي نقول مع بداية عام 2018 وداعاً لما سمي بالربيع العربي، ولايغيب عنا اليوم توعية الشباب بقضاياهم، توعية الشعوب بعدم جعل أنفسهم أدوات لتفيذ سياسات خارجية يديرها الأعداء، وتنبيه الجيل الجديد وتحذيره من مسألة كونه عميل لا شعوري ينفذ أجندات خارجة عن ثقافاتنا، ومن أمنياتنا العربية مع بداية هذا العام، إعادة تبي القضية الفلسطينة وجعلها في مقدمة الأولويات بعد أن أصبحت مسألة ثانوية عند الكثيرين.  اما على الصعيد الإسلامي، سنبقى نوصي بالوحدة ولو في حدها الأدنى، كتوحيد السياسات تجاه الأعداء والإنتباه لخطر محاولاته للإستفراد بدوله، كما نأمل أن ينتهي الإرهاب والتعصب والطائفية التي أبعدتنا خطوات عن الصفات والأخلاق والتعاليم الإسلامية.
 
وعلى المستوى العالمي نتمنى وضع حد لمسألة القطب الأوحد، وإعادة النظر في التركيبة الحالية للأمم المتحدة من حيث إقتصار حق النقص على دول بعينها وغياب أي دور عربي وإسلامي فيه رغم العدد الكبير لهذه الدول.  لن ننهي ذكرياتنا وامنياتنا لهذا العام دون ذكر الإنتفاضة الإيرانية الأخيرة، قال تعالى: “وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ”، لقد أشعلوا النار في دول الجوار واليوم إنتقلت إليهم وإكتووا بها، أن ثورة الشعب الإيراني وإن لم تأخذ منحى النجاح التقليدي، إلا أنها إستطاعت أن تكسر الصنم الذي زعموا قدسيته فداسوه تحت الأقدام، بل وحرقوه، إن الشعب الذي تخطى حاجز الخوف يرجى منه الخير.. البطون الخاوية لا آذان لها، وأن اهل الكهف بعد أن قاموا من رقادهم الطويل كان من أوائل ما فعلوه أن قالوا : “فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ” فقدموا مليء البطون على سائر المسائل، ولعل في هذا، (أي ما حصل في إيران)، إشارة أيضاً إلى تلك الأنظمة التي تزاحم الشعوب في قوتها وقوت أولادها، يجب عليهم أن يعوا هذه المسألة! 
نتمنى أن يتخلص الشعب الإيراني من هذا النظام، فأول الغيث قطرة ثم ينهمر المطر، وأن الحل لا يأتي إلا من الداخل الإيراني، كما نتمنى تقوية الدور الإعلامي العربي شبه الغائب عن مناصرة هذه الثورة .. 
 
أمنيات وأحلام كثيرة منها تحقق ومنها سيتحقق بمشيئة الله، ومنها على مايبدو سيبقى حلم ابد الدهر يتناقله الأجيال.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره